ذكرى وفاة الشيخ زايد: قائد حكيم ورمز للعطاء

 تحل علينا ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لتعيد إلى الأذهان مسيرة قائد استثنائي أسس دولة الإمارات العربية المتحدة ووضع لها الأسس الراسخة التي جعلتها نموذجًا عالميًا في التنمية والتقدم. ففي الثاني من نوفمبر عام 2004، فقدت الأمة العربية والإسلامية رجلًا كان رمزًا للحكمة والإنسانية والعطاء.

وُلد الشيخ زايد عام 1918 في منطقة العين، وترعرع في بيئة صحراوية علّمته الصبر والحكمة. تولّى حكم إمارة أبوظبي عام 1966، وقادها برؤية ثاقبة نحو التقدم، حيث ركّز على تطوير البنية التحتية وتعزيز التعليم والصحة، معتمداً على ثروة النفط كوسيلة لتحقيق رفاهية المواطنين، وليس هدفًا بحد ذاته.

وفي عام 1971، تجلّت أعظم إنجازاته عندما وحّد الإمارات السبع تحت راية واحدة، ليؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي سرعان ما أصبحت نموذجًا ناجحًا للوحدة العربية والتنمية المستدامة.

لم يكن الشيخ زايد مجرد قائد سياسي، بل كان أبًا لجميع الإماراتيين، وصاحب قلب رحيم امتد عطاؤه ليشمل العالم أجمع. فخلال حياته، أطلق العديد من المبادرات الخيرية والمساعدات الإنسانية، سواء في الدول العربية أو على مستوى العالم. وأسّس العديد من المؤسسات الخيرية، مثل "مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية"، التي لا تزال تقدم المساعدات في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة.

بعد وفاته، لم يتوقف أثره، بل بقيت رؤيته ونهجه حاضرين في سياسات دولة الإمارات. ويحرص قادة الدولة على السير على خطاه، من خلال تعزيز قيم التسامح والتطور والاستدامة، وجعل الإمارات في طليعة الدول المتقدمة.

وتخليدًا لذكراه، أعلنت الإمارات عام 2018 "عام زايد"، احتفاءً بمئوية ميلاده، ولإبراز مبادئه وإنجازاته التي لا تزال تلهم الأجيال.

يبقى الشيخ زايد حاضرًا في قلوب أبناء الإمارات والعالم بأسره، ليس فقط كقائد تاريخي، بل كرجل غيّر مجرى التاريخ برؤيته الثاقبة وحكمته وعطائه اللامحدود. وفي ذكرى وفاته، نجدد العهد بالسير على خطاه، ونتأمل في إرثه الذي يزدهر يومًا بعد يوم، ليبقى زايد الخير خالدًا في ذاكرة الوطن والعالم.