الامارات والهند علاقات استراتيجية تاريخية

تربط الإمارات العربية المتحدة والهند تاريخ وثقافة واقتصادية عميقة، حيث تمتد العلاقات بين البلدين إلى فترة قديمة، وتشهد على ذلك الكثير من الأحداث الهامة التي جمعت بينهما على مر الزمن.

تعتبر الهند واحدة من أهم الشركاء التجارية للإمارات، حيث تبلغ قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 60 مليار دولار، ويرجع سبب تطور التعاون الاقتصادي بينهما بمساهمة الجاليتين الهندية والباكستانية في الإمارات بشكلٍ كبير، ونظراً لأن الهند تعد من أهم دول العالم في مجالات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا، يوجد العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتعد الإمارات واحدة من أكبر المستوردين للمنتجات الهندية، حيث تمثل السلع المستوردة من الهند حوالي 13% من إجمالي واردات الإمارات، حيث تشمل السلع الهندية المستوردة قطاعات واسعة مثل المنتجات الغذائية، والمنتجات الكيماوية، واللوازم الطبية، والملابس والمجوهرات. وفي إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، قامت حكومة الإمارات بإطلاق مبادرة "هدية الإعمار"، وهي مساعدات لإعادة الإعمار للمتضررين من الفيضانات في ولاية كيرالا الهندية، وشملت المساعدات إرسال المياه العذبة والمواد الغذائية والأدوية والملابس والمواد الطبية والأعمدة الكهربائية والأدوات الصناعية. وتمثل الهند أيضاً وجهة سياحية هامة لزوار الإمارات، حيث يحظى الهند بشعبية كبيرة في الإمارات، وتتوفر العديد من الرحلات الجوية بين العاصمة الإماراتية أبوظبي والعاصمة الهندية دلهي، بالإضافة إلى العديد من الرحلات الأخرى التي تربط بين المدن الكبرى في الإمارات والهند. يتميز العلاقات الثنائية بين الإمارات والهند بالتعاون الثنائي الوثيق في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والتعليم، وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً منذ العام 2010، وحرصت حكومة الإمارات على تطوير العلاقات الثنائية مع الهند من خلال زيارات رسمية والمشاركة في مناسبات دولية مهمة. ويمثل الهند مصدرًا مهمًا للعمالة المهرة في الإمارات، حيث يعمل نحو 3 ملايين مواطن هندي في الإمارات، وتعد الهند الشريك الاستراتيجي الأهم في مجال العمالة المهرة في الإمارات. في الختام، تعتبر العلاقات بين الإمارات والهند علاقات استراتيجية راسخةً تجمع بينهما التاريخ والثقافة والاقتصاد والتعليم والعمل، ويتوقع أن تشهد هذه العلاقات المشتركة المزيد من التعاون الثنائي والشراكة في المستقبل.