في كل عام، في الثامن عشر من أبريل، تحتفل الإمارات ومختلف أنحاء العالم باليوم العالمي للتراث

 . يعتبر هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بتاريخ وثقافة الإمارات والتراث الغني الذي يعكس تطورها المدهش على مر العصور

قد لا يكون الحجم الجغرافي للإمارات ضخمًا، ولكنها تحتضن مفهومًا خاصًا للتراث. فهي تجمع بين الجمال الطبيعي وأرضها المدهشة مع جذورها الثقافية المتجذرة في القرون الماضية. من الصحاري الرملية الشاسعة إلى البحار الزرقاء الجميلة والجبال الخضراء، تسترعي الإمارات الانتباه لفرائجها المذهلة وتاريخها الغني.

فضلاً عن المناظر الطبيعية البديعة، يعطي التراث الإماراتي لمحة عن الحياة التقليدية والعادات والتقاليد. فمن الحرف اليدوية التقليدية إلى العمارة العربية التقليدية، هناك روح الإبداع والمهارة التي تنطوي عليها تلك الجوانب من التراث الإماراتي. إن القدماء الأجداد أبدعوا في صنع السجاد والأزياء والحلي والحرف اليدوية الأخرى التي لا تزال تُصنع بمهارة وتُحافظ على الفنون التقليدية في الوقت الحاضر.

وبجانب هذه المواهب الحرفية، يتميز التراث الإماراتي أيضًا بكونه مستحضرًا في الشعر العربي والأدب والموسيقى التراثية. تضم الإمارات شعراء كبار قدموا مساهمات هائلة لتعزيز الثقافة العربية، بالإضافة إلى الموسيقى الشعبية والألحان التراثية التي تحمل أصوات التراث وقصص القدماء.

تعكس الإمارات اليوم التنوع الثقافي والتراثي الفريد، حيث تجد فيها مجتمعًا متحضرًا ومتعايشًا. تنعكس هذه التنوع في المهرجانات والفعاليات التي تتم في البلاد، حيث يجتمع الناس للاحتفال والتبادل الثقافي. فالتطور التكنولوجي والتغيرات الاقتصادية لا تزال تحترم التراث وتعزز قيمه، لذلك تقام العديد من المعارض والمهرجانات والأنشطة التي تستهدف الحفاظ على التراث الإماراتي ونشره في المجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن الإمارات لم تقتصر على الاحتفال بالتراث الخاص بها فحسب، بل تلقت الدعوة للمشاركة في الحفاظ على التراث العالمي أيضًا. حيث يضم البلد مواقع تراثية معروفة عالميًا مثل الحفر في حجارة حيلا وأويلة، وقد تم تسجيلها كجزء من قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك كنذر للتزام الإمارات بالحفاظ على تراثها وإرثها.

اليوم العالمي للتراث هو مناسبة للاحتفال وتسليط الضوء على التراث اللافت للنظر الذي تحتضنه الإمارات. إنه يجعلنا نفكر في الأصول التي نستمد منها قوتنا وتماسكنا كشعب. إننا نحتفل بتعدد الثقافات ونحتفظ بروح التعايش والتسامح ونستجمع طاقاتنا للحفاظ على هذا التراث العظيم لأجيال المستقبل.