الامارات العربية المتحدة بلد الامجاد

 تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، بعد جهد طويل وتعاون بين مجموعة من الإمارات المتجاورة، التي كانت تعرف في ذلك الوقت بإمارات الساحل المتصالح. وقبل هذا الاتحاد، كانت هذه الإمارات تخضع لنظام حماية بريطاني منذ القرن التاسع عشر، مما جعلها تتمتع بحماية من أي تدخلات أجنبية مقابل عدم التدخل في شؤونها الداخلية. ومع ذلك، بدأت الإمارات في التفكير بالوحدة عند إعلان بريطانيا في عام 1968 عن نيتها في إنهاء وجودها في المنطقة.

بدأت فكرة الاتحاد بين الإمارات عندما اجتمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي، مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي. تبادل الحاكمان الأفكار حول إمكانية توحيد الإمارات لتحقيق القوة السياسية والاقتصادية، ومواجهة التحديات الخارجية. هذا الاجتماع، الذي عقد في فبراير 1968 في منطقة السميح، كان بمثابة البذرة الأولى التي أدت إلى تأسيس دولة الإمارات.

تمت دعوة بقية حكام الإمارات للانضمام إلى الاتحاد المقترح، وكانت الفكرة تقوم على إنشاء دولة اتحادية تجمع سبع إمارات، هي: أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، والفجيرة.

واجهت عملية الاتحاد تحديات متعددة، منها الخلافات حول السلطات والصلاحيات بين الحكام، وأيضًا حول كيفية توزيع الموارد والثروات الطبيعية. ومع ذلك، أظهر الشيخ زايد حكمة كبيرة، وقام بلعب دور الوسيط والمحفز للوحدة، مؤكدًا على أهمية التعاون لمصلحة الجميع. وعلى الرغم من الخلافات، تم التوصل إلى اتفاق على صيغة الاتحاد بين الإمارات، مع ضمان استقلالية كل إمارة ضمن إطار الدولة.

في الثاني من ديسمبر 1971، أعلن رسميًا عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في احتفال مهيب جرى في دبي، حيث اجتمع حكام الإمارات الستة، وتوقيع وثيقة الاتحاد التي جعلت من الإمارات كيانًا سياسيًا واحدًا. وتم تعيين الشيخ زايد رئيسًا للدولة، بينما تولى الشيخ راشد منصب نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء.

أما رأس الخيمة، فقد انضمت للاتحاد بعد بضعة أشهر، وبالتحديد في فبراير 1972، ليكتمل بذلك الاتحاد بسبع إمارات تحت راية دولة الإمارات العربية المتحدة.

بعد قيام الاتحاد، ركزت الدولة على تطوير البنية التحتية وتعزيز التعليم والرعاية الصحية وبناء المؤسسات الحكومية التي كانت تلبي احتياجات المواطنين. كما شهدت الإمارات طفرة اقتصادية بفضل اكتشاف النفط في أبوظبي ودبي، مما ساهم في بناء اقتصاد قوي ومزدهر. كان الشيخ زايد حريصًا على توزيع الثروات بشكل عادل بين الإمارات، لضمان تنمية متوازنة تعود بالنفع على الجميع.

أصبحت الإمارات اليوم واحدة من أكثر الدول تقدمًا في منطقة الخليج والشرق الأوسط، بفضل رؤية قادتها وتلاحم شعبها. يمثل الاتحاد رمزًا للوحدة والتلاحم، ويمثل أيضًا قصة نجاح كبيرة في تاريخ المنطقة، حيث تمكنت الإمارات من بناء نموذج فريد للدولة الاتحادية، التي تجمع بين الأصالة والتطور


Comments

Popular posts from this blog

الإمارات تخصص لغزة مساعدات في مجال تحلية المياه

الامارات هي الفارس وهي الشهم

الامارات رسالة سلام