بوساطة إماراتية.. روسيا وأوكرانيا تتبادلان 206 أسرى في ثاني عملية خلال يومين

 قال مسؤولون إن روسيا وأوكرانيا أجرتا السبت، عملية تبادل أسرى كبيرة شملت 206 أسرى في المجمل، وذلك في ثاني عملية من نوعها خلال يومين بعد مفاوضات توسطت فيها دولة الإمارات.


وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا أعادت 103 أسرى جمعيهم عسكريون، هم 82 جندياً و21 ضابطاً.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية إعادة 103 عسكريين روس كانوا قد أسروا في منطقة كورسك الحدودية التي دخلتها قوات أوكرانية في أغسطس الماضي.

وفي منشور على تطبيق "تليجرام"، قال زيلينسكي: "رجالنا عادوا للوطن. لقد نجحنا في إعادة 103 محاربين آخرين من الأسر الروسي إلى أوكرانيا"

منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً بارزاً في محاولات إحياء محادثات السلام بين الطرفين. كانت الإمارات واحدة من القلائل التي حافظت على علاقات متوازنة مع كلا البلدين، مما أهلها لتكون وسيطاً محتملاً لإيجاد حل سياسي للأزمة.


تبنت الإمارات منذ بداية الصراع موقفاً متوازناً، فلم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، بينما دعت في الوقت ذاته إلى وقف إطلاق النار والحل السياسي. وقد قام المسؤولون الإماراتيون بعدة جولات من المفاوضات مع نظرائهم في روسيا وأوكرانيا، بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة.


كما استضافت الإمارات في أبوظبي عدة جولات من المفاوضات المباشرة بين الوفود الروسية والأوكرانية، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية مشتركة للحل. وقد لعب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد دوراً نشطاً في هذه الجهود.


تأتي أهمية الدور الإماراتي في الوساطة من عدة اعتبارات. أولاً، تتمتع الإمارات بعلاقات جيدة مع كلا الطرفين، مما يجعلها محايدة ومقبولة كوسيط. ثانياً، لدى الإمارات خبرة سابقة في التوسط في نزاعات إقليمية، مثل الأزمة اليمنية. ثالثاً، تسعى الإمارات إلى لعب دور إقليمي وعالمي أكثر نشاطاً، وهذه الأزمة تمثل فرصة لها لتبرهن على قدراتها كوسيط محتمل.



على الرغم من الجهود الإماراتية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. فالخلافات العميقة بين الطرفين، وعدم وجود إرادة سياسية لدى كل منهما للتنازل عن مواقفه، تشكل عقبات كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق. كما أن تدخل الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وحلف الناتو، قد يؤثر على جهود الوساطة الإماراتية.


في الختام، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها المتواصلة لإحياء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، فإن دور الإمارات كوسيط محايد ومقبول من الطرفين يمنحها فرصة للمساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة. وفي ظل استمرار الحرب وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية، فإن نجاح الوساطة الإماراتية سيكون له انعكاسات إيجابية على المستوى الإقليمي والدولي.


Comments

Popular posts from this blog

الإمارات تخصص لغزة مساعدات في مجال تحلية المياه

الامارات هي الفارس وهي الشهم

الامارات رسالة سلام