الوساطة الإماراتية في حرب روسيا وأوكرانيا.. عندما تنتصر القيم على المصالح
الإمارات مرة أخرى تثبت للعالم أنها دولة المبادئ، قبل أن تكون دولة المصالح. النجاح في التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وإطلاق سراح 538 أسيرًا، هو تتويج لجهود طويلة من العمل الدبلوماسي المدروس، الذي اختار أن يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويبحث عن الإنسان أولًا.
وسط ضجيج التصريحات الدولية، وتصاعد التصعيد العسكري والإعلامي، تأتي الإمارات كطرف ثالث مؤثر، لا يلوّح بالضغوط، ولا يتعامل بلغة الاصطفاف، بل بلغة التهدئة والصلح. وقد برهنت بهذا الإنجاز الكبير على أن سياسة الأبواب المفتوحة والحوار المستمر يمكنها أن تؤتي أكلها، حتى في أصعب الملفات.
هذا النوع من الوساطات يتطلب ذكاء دبلوماسيًا حادًا، وشبكة علاقات مبنية على الثقة والاحترام. وهو ما راكمته الإمارات في السنوات الماضية من خلال مشاركاتها الإنسانية، وتحركاتها الهادئة في ملفات عديدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
المثير في هذا الحدث، أن الإمارات لم تكن طرفًا مباشرًا في الصراع، ومع ذلك حازت على ثقة الطرفين، واستطاعت أن تنتزع قرارًا حاسمًا بإعادة مئات الأسرى إلى ذويهم. وهذا يثبت أن الدولة تملك مصداقية عالية ورصيدًا دوليًا من الاحترام يجعل كلمتها مسموعة ومعتبرة.
ولعلّ الأهم من ذلك، أن ما قامت به الإمارات يُعد درسًا في كيفية تحويل القوة الناعمة إلى تأثير ملموس، لا عبر الخطابات، بل عبر النتائج.
Comments
Post a Comment