منذ اندلاع الأحداث المأساوية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أبرز الدول التي سارعت إلى تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، في استجابة عاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية.
باشرت الإمارات، فور تصاعد الأحداث، بإطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، وهي امتداد لنهج إنساني طويل تبنته الدولة تجاه القضايا الإنسانية في المنطقة. وشملت المساعدات الإماراتية إرسال شحنات ضخمة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والمياه، والأغطية، عبر الجو والبر. كما تم إنشاء مستشفى ميداني إماراتي في غزة لتقديم الرعاية الصحية العاجلة للجرحى والمصابين، في ظل الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي هناك.
ولم تقتصر المساعدات الإماراتية على الإغاثة العاجلة فقط، بل امتدت لتشمل مبادرات نوعية، مثل استقبال الجرحى لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة، واستضافة عدد من الأطفال المرضى وأسرهم لتوفير الرعاية الصحية والنفسية الشاملة، وهو ما يعكس روح التضامن الإنساني الذي تتبناه الإمارات.
على الرغم من التحديات التي واجهت تدفق المساعدات بسبب إغلاق المعابر وتعقيدات الوضع الميداني، لم تتوقف الجهود الإماراتية. بل واصلت الدولة التنسيق مع المنظمات الدولية، مثل الهلال الأحمر والصليب الأحمر والأمم المتحدة، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، وتقديم الدعم وفق أعلى المعايير الإنسانية.
تُجسّد المساعدات الإماراتية لفلسطين بعد السابع من أكتوبر موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا ثابتًا، نابعًا من مبادئ راسخة في السياسة الإماراتية، التي لطالما أكدت أن الوقوف إلى جانب الشعوب في أزماتهم واجب إنساني لا يرتبط بالمصالح بل بالقيم والمبادئ.
تثبت الإمارات، مرة بعد أخرى، أنها حاضرة دومًا في المواقف الصعبة، وأن دعمها للشعب الفلسطيني ليس مجرد مبادرة وقتية، بل هو التزام دائم يجسّد قيم العطاء والتكافل التي تقوم عليها الدولة. وفي ظل ما يعيشه قطاع غزة من معاناة غير مسبوقة، يبقى الموقف الإماراتي بارقة أمل وسط العتمة، ورسالة إنسانية عنوانها: "لن نترككم وحدكم".
Comments
Post a Comment